- غازي الشرقي
تعتبر الأسواق الأسبوعية من المرافق الحيوية بالعالم القروي و تعتبر المتنفس الاقتصادي الذي يزود البوادي بالمنتجات و السلع و تعتبر المجالس الجماعية المسؤولة عن تسيير هذه المرافق و مراقبتها و تحصيل مداخيلها إما عن طريق التسيير المباشر أو الإيجار أو التدبير المفوض، لكن تبقى سلطة الرقابة للمجلس الجماعي لكن تبقى غالبية الأسواق تعرف العديد من الخروقات سواء في التسيير أو التنظيم.
و يعتبر السوق الأسبوعي بمركز ثلاثاء أولاد فارس بجماعة أولاد فارس دائرة بن احمد الجنوبية إقليم سطات واحدا من هذه الأسواق حيث يعرف كارثة بيئية خطيرة تهدد سلامة المواطنين و الزوار و تشكل تهديدا صريحا للصحة العمومية، و قد عاينت ميكروتيفي الوضع الكارثي داخل مجزرة السوق حيث تتم الذبائح في مكان شبه مهجور يفتقر لابسط و سائل النظافة و يعرف كل مظاهر التلوث من انعدام الصرف الصحي حيث تتجمع وسط المجزرة بركة من المياه العادمة و الملوثة و رائحة تزكم الأنوف إضافة إلى تراكم الأوساخ و دماء الذبائح و محتويات بطون الأبقار، فكيف يعقل أن يتم السماح بذبح الأغنام و الأبقار بهذه المجزرة المخالفة لكل الضوابط الخاصة بالنظافة و الصحة العمومية؟
إذن من المسؤول عن هذه الوضعية و من لديه مصلحة في الصمت عن هذه الفضيحة؟ سؤال يطرحه غالبية المواطنين و يحملون المجلس الجماعي المسؤولية في ذلك و عدم قيامه بالرقابة و مهام النظافة و حفظ السلامة و الصحة العمومية كما يفرضها القانون التنظيمي للجماعات الترابية.
و قد علمت ميكروتيفي من مصادر مطلعة داخل المجلس الجماعي أن رئيس المجلس الجماعي غير راض عن الوضع و تقدم بطلب إصلاح و تأهيل المجزرة لأعضاء المجلس المنتخبين فقام أعضاء المعارضة برفض التصويت على الطلب و ان ذلك متبث في محاضر المجلس، و هنا نتساءل عن أسباب الرفض و استمرار هذه الكارثة البيئية و الإصرار على الإضرار بصحة الناس و تقديم لحوم للبيع مشكوك في سلامتها و جودتها مما أصبح يضر بالاقتصاد المحلي و الجزارين بالمنطقة بعد أن كان السوق الأسبوعي أولاد فارس يعرف بجودة اللحوم و الذبائح و يستقطب العديد من المواطنين من جميع النواحي.
اليوم المواطن الفارسي ينتظر التحرك و التدخل الايجابي للمجلس و إدراج نقطة إصلاح المجزرة للتصويت في دورة المجلس لرفع الضرر و إصلاح الوضع و ندعو السلطات المحلية و الجهاز الوصي إلى التدخل العاجل و تحمل المسؤولية في تغيير الوضع و فرض القانون قبل وقوع كارثة صحية جماعية قد تعيدنا إلى زمن وباء كورونا.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=15938