خطوط تطوان
برزت إلى الواجهة، مع انطلاق فصل الصيف -موسم الأعراس والأفراح- مهنة لم يعتدها المغاربة، جسدتها فرقة نِسوية، متخصصة في منع التصوير داخل قاعــات الأفراح، عن طريق مراقبة صارمة للهواتف، قصد حماية العرسان والحاضرين من أي انتهاك لخصوصيتهم، لتُثير بذلك جدلا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
ويتعلق الأمر، بفرقة أطلقت على نفسها اسم “الأمل ممنوع التصوير في لأعراس”، بمدينة مرتيل. نساء محجبات يرتدين زيا موحدا، وشارات باللون الأحمر على أذرعهن كُتب عليها ”ممنوع التصوير”؛ مُجندات لمنع أي محاولة لتصوير المدعوين في غفلة عنهم، أو النساء المنغمسات بالرقص، حرصا على عدم انتهاك خصوصيتهن، ونشر صورهن -دون موافقتهن- للملأ.
في إحدى منشوراتها التسويقية، تذكر “حارسات الأعراس”، أنه “بما أن التصوير العشوائي في المناسبات أصبح يزعج الكثير ويسبب فضائح للعائلات، قرّر فريقنا إضافة فرقة ممنوع التصوير”.
نادية، عضو داخل فرقة “الأمل”، قالت في تصريح لجريدة “آشكاين”، إن فرقتهن تتكون من نساء من نفس العائلة، والغرض من تواجدهن في الأعراس، ضمان عدم تسريب الصور واستعمالها لأغراض مضرة بالزوجين، أو فاضحة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولِينعم الزوجان والحضور بالأمان، دون تخوفهم من مشاكل الاعتداء على حرمتهم، وهو الأمر الذي يتم بطلب من منظمي العرس.
وعن طبيعة عملهن، تضيف المتحدثة ذاتها، أنهن يحرصن على مراقبة المدعوين، بتوصية من أصحاب العرس، ولا يسمحن بتصوير العروسة، باستثناء بعض الأشخاص، المقربين من عائلة الأزواج، الذين يرخص لهم بأخذ صور أو مقاطع فيديو، بإذن وتوصية من أصحاب العرس، وهناك بعض العائلات لا تقبل بالتصوير بتاتا.
أما عن بعض الصعوبات التي يواجهنها أثناء قيامهن بعملية “الحراسة”، تقول عضو الفرقة إنهن يُعانين من تحايلات بعض الحاضرات، ممن يحاولن مخادعتهن، عن طريق تضليلهن بأخذ صور لأنفسن، في الوقت الذي يخطفن بعض الصور للعروسة، وهو الأمر الذي يصعب عليهن المأمورية، ويحدث لهن مشاكل .
وليس بالضرورة أن تكون العائلة محافظة كي تتجه لخدمتنا، تردف نادية، نحن نعمل مع جميع العائلات، وهو أمر لصالح الحاضرين أيضا، ثم تستطرد موضحة كيف أن “بعض المحجبات يكشفن عن شعرهن في الأعراس، ومن المنقبات من يظهرن وجههن، ولن تقبل إحداهن أن تجد صورا أو فيديوهات لها في أحد المواقع”.
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أنهن لا يمنعن الحاضرات من تصوير أنفسهن، أو يحظرن استعمال الهاتف بشكل مطلق، بل يحرصن فقط على عدم تصويب كاميرات الهواتف تُجاه العروسة، أثناء دخولها أو حملها فوق العمارية.
و لا يتعلق الأمر هنا بانتهاك خصوصية الأشخاص فقط، حيث كشفت المتحدثة لـ”آشكاين”، أنه “في الأعراس تقع مواقف محرجة، كأن تسقط الزوجة مثلا من فوق “العمارية”، أو تقع إحدى النساء في العرس؛ فتستيقظ في الصباح لتجد نفسها تحولت فجأة إلى مادة للتنكيت على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وعلى ذكر شبكات التواصل الاجتماعي، أثارت الفرقة المذكورة، انقساما في الآراء، ولم يتردد النشطاء في التعبير عن مواقفهم تجاه هذه “المهنة الجديدة”، منهم من استحسن المبادرة، وشجع على تعميمها في جميع مدن المملكة، بينما اعتبرها آخرون بلا قيمة، ومدعاة للسخرية، في حين أبرز آخرون أن مهمة ضبط التصوير مسألة صعبة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=15483