تمثال الأمير عبد القادر : اش خصك يا العريان خصني خاتم أمولاي؟  

admin
سياسة
admin1 يونيو 2023آخر تحديث : الخميس 1 يونيو 2023 - 8:54 مساءً
تمثال الأمير عبد القادر : اش خصك يا العريان خصني خاتم أمولاي؟  

المصطفى قصاب

شهد القرن 19م حملات استعمارية غربية استهدفت العالم العربي والاسلامي، وكان احتلال الجزائر من طرف فرنسا حلقة من تلك السلسلة الطويلة التي كبلت المغرب العربي عامة والجزائر خاصة بل وعرقلت مسيرتها الحضارية. ونتيجة لكل هذه الممارسات برزت المقاومات الشعبية، ومن أبرز الشخصيات الجزائرية التاريخية التي قاومت الاحتلال الفرنسي الأمير عبد القادر الذي صنع أمجاد الجزائر في مقاومة امتدت عبر التراب الوطني ولمدة قاربت السبعة عشرة سنة (1833-1847). وأثناء كفاحه للتصدي للتوسع الاستعماري ظهرت له جبهات من بني جلدته عرقلت مساعيه في تحقيق الانتصار، واعتبرته عدوا جاء ليقضي على نفوذها وامتيازاتها، مما جعلها تقف الى جانب فرنسا التي واعدتها بالحفاظ على مصالحها ومكانتها… وهو ما عقد مهمة الأمير في محاولة اقناعه لهذه الفئات لتوحيد صف الجهاد ضد العدو المشترك… فكيف كان تعامل الأمير معها؟ وما هي الآثار التي ترتبت عنها؟ هذه الأسئلة يجب على كل مواطن جزائري أن يبحث فيها لمعرفة الحقيقة لأن التاريخ المكتوب كله كذب في كذب .

أعلن العسكر الجزائري    بناء تمثال ضخم للأمير عبد القادر في أعالي تلة تطل على مدينة وهران.

وأنّ الرئيس عبد المجيد تبون قد أعطى موافقته على مشروع بناء التمثال.

وسيرتكز التمثال المقرر بناؤه على خمس دعائم تدل على أركان الإسلام الخمسة، وسيف الأمير سيكون مزوداً بأشعة ليزر تشير إلى اتجاه قبلة الصلاة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ماهي الفائدة من تشييد هذا التمثال؟ وهل سيحل المشاكل التي تتخبط فيها البلاد؟

قلة المواد بل انعدامها، أو الطوابير التي تشهدها شرقا وغربا. كما يقول المثل الشعبي (أش خصك ا العريان خصني خاتم أ مولاي)

عن قيمة المشروع قالت بعض المصادر إنها تبلغ 1.2 مليار دينار جزائري (أزيد من 8.5 مليون دولار أميركي)، مضيفا في وصفه لشكل التمثال أنه سيحمل سيفا يضيء بالليزر ويشير إلى القبلة لإرشاد المصلين، كما سيكون لحصانه خمس مرتكزات ترمز للأركان الخمسة للإسلام.

وأثار الإعلان عن هذا المشروع تفاعلات واسعة بين مستخدمي المنصات الاجتماعية الدين عن رفضهم الكامل لهذا المشروع الخاسر منذ بدايته وأحدث سخرية عارمة لما تعيشه البلاد والعباد والعسكر لا هم له إلا تبذير أموال الشعب.

كتب مدوّن مليار سنتيم لإنجاز تمثال الأمير عبد القادر في وهران طوله 42 مترا، الأمير عبد القادر لم يقل لكم ابنوا لي صنما بل قال لكم ابنوا الجزائر واستعملوا هذه الأموال في بناء المدارس والجامعات وصيانة الطرق ورفع الغبن عن الفقراء.

وصرح مدون آخر الأمير عبد القادر قامة وشخصية من أبطال الجزائر لا يحتاج إلى تمثال ضخم للتعريف بمقوماته، وأردف نعم لتشييد المستشفيات، نعم لتشييد الطرقات، نعم للنهوض بالاقتصاد الوطني وتحسين المستوى المعيشي للمواطن.

وعوضاً عن التعاطي بجدّية مع مطالب الشعب، اعتمد النظام باضطراد على القمع. فعلاوة على زجّ المحتجّين في السجن، وجّه اتّهاماتٍ ملفّقة ضدّ ناشطي الحراك وضيّق على الصحافيين. وكانت هذه الاستراتيجية القاسية فعّالة حتّى الآن، لكنّ الجائحة غيّرت الرهانات في العلاقات بين الدولة والمجتمع في الجزائر عبر تسليط الضوء على أزمة الشرعية التي يعانيها النظام. فالجهتان كلتاهما تواجهان حائطاً مسدوداً في الوقت الراهن، والمزيد من القمع لن يحلّ المسألة.

لكن الظاهر أن الشعب في واد والحكومة تسبح خارج البلاد لضمان عيشهم وعيش أحفادهم، واستنزاف خيرات الأرض الجزائرية بدون حسيب ولا رقيب اللهم قسمة الكعكة بينهم، فإلى متى سيستحمل الشعب المقهور؟

والمعضلة التي تواجهها الجهات الفاعلة الدولية هي أنّها إذا انتقدت قمع النظام للمحتجّين والناشطين قد يولّد ذلك سلوكاً عدائياً لدى أصحاب القرار الجزائريين. بيد أنّها إن لم تعالج مسألة القمع فقد يراها الشعب على أنّها تدعم النظام الذي يعتبره الكثيرون غير شرعي. بالتالي، مع تحضّر القوى الأجنبية لتوطيد علاقاتها مع الجزائر، عليها أن تأخذ بعين الاعتبار مناخها السياسي المتأزّم واعتماد سلوك سياسي متوازن حساس.

وأثار التمثال آراء متباينة من الجزائريين، بين من احتفى بالخطوة لتكريم من يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية وبين من يرى في تكلفة التمثال تبذيرا لا ضرورة له.

فعوض تكريم الأحياء وتحسين معيشتهم، نكرم الأموات بإنفاق المال على تمثالهم.

خلاصة القول ليس بغريب ان تلاحظ خيانة الكبرنات و بيع الوطن فقد سبق أن باع اميرهم عبد القادر الجزائر لفرنسا مقابل مصالحه الخاصة تطبيقا للمثل الشعبي (مال بك طاح من الخيمة خارج مايل) لا حول و لا قوة إلا بالله.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.