ورقة حول رواية شنطال في الشلال.
يعود الكاتب محمد السويسي برواية جديدة تحمل عنوان ” شنطال في الشلال” يفتتح بها الموسم الثقافي الحالي، تقع الرواية في حوالي 140 صفحة ، بغلاف أنيق يمثل صورة لشلالات أوزود الطبيعية ، تقع أحداث الرواية كاملة من البداية لنهاية في هذا الصرح المائي العظيم، عاش فيه أبطال الرواية الأستاذ يوسف و السائحة الباريسية شنطال الصحفية و المترجمة حوالي 12 ساعة من اللقاء المثمر، دار فيها الحوار حول مواضع ثقافية و اجتماعية و فنية ، حكت الأجنبية لمرافقها كيف كانت تقطع الأميال الطويلة لتصل إلى مقر سكنى كتاب أمريكان كالروائي العجوز الدجيم هريسون الذي يعيش وحيدا في كوخه الخشبي في براري لمنطانا ، لتجري معه حوار مطول و تترجم له بعض قصصه الشهيرة ، و الكاتب الأمريكي الأخر الدجيم فوركس الذي يعيش وحيدا في براري لرزونا مع كلبته ايفا ، متخذا من كرفان متنقل مسكنا له ، تحكي الصحفية و المترجمة الفرنسية شنطال للأستاذ يوسف .
— سبق لي أن زرت الكاتبة الأفرو الأمريكية طوني موريسون الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب سنة 1993 عن روايتها المحبوبة في شقتها الضيقة وسط نيورك، و الكاتبة و الأستاذة الجامعية الدجويس كرول التي و شحها الرئيس الأمريكي أوباما بالوسام القومي الأمريكي ، كاتب أمريكي أخر يعيش مع قططه في شقة ضيقة في الشارع الخامس بنيورك يدعى فليب روث ، يكتب بغزارة، تصدر له كل سنة رواية ، كل هؤلاء الروائيين سبق أن ترجمت كتبهم من الانجليزية الى الفرنسية تختم السائحة الحسناء كلامها قائلة.
— جل الروائيين نساء و رجالا من الأمريكان الذين زرتهم في مقر إقامتهم أناس بسطاء، يعيشون من أقلامهم، بعيدون كل البعد عن حياة الثراء و البذخ، وحيدون دون أبناء و لا أزواج، تحيط بهم كلابهم و قططهم ، يتصفون بالتواضع و الصراحة و اللباقة و الصدق، لا يملكون من حطام الدنيا إلا القليل، جلهم يقطن في شقق ضيقة بمدينة نيورك أو غيرها، و البعض يفضل العيش في براري أريزونا أو فيافي لمنطانا الشاسعة،، رفوف جدران غرفهم مملوءة بمئات الكتب يجلسون على أريكة متواضعة أمام مكتب خشبي صفير، يكتبون نصوص رواياتهم بالحبر على الورق، لا يحسنون الكتابة
على الحاسوب، نساء و رجال يأكلون قليلا لكن يكتبون و يقرؤون كثيرا.
تأسفت السائحة الفرنسية كونها لا تحسن اللغة العربية المعجبة بها كثيرا، الشيء الذي سيمكنها الإطلاع على الأدب العربي القديم و الحديث ، و تعبر شنطال عن إعجابها الكبير بالمؤلف المصري نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل 1988 .
قضت السائحة الفرنسية و مرافقها الأستاذ يوسف يوما ربيعيا ممتعا و حارا بشلالات اوزود ، و يعتبر هذا الصرح المائي موقعا سياحيا عالميا ، يحج إليه الزوار و السياح من كل بقاع العالم ، و شلال أوزود الذي يعني بالأمازيغية الرحى التي تطحن الحبوب بقوة المياه ، و ما أكثرها في المنطقة ، يعد أكبر شلال بشمال إفريقيا و الشرق الأوسط ، تصب مياهه على ارتفاع 148 متر يضم الكثير من الأحواض و البرك التي يتخذها
السياح أماكن لسباحة و الاستجمام ، تحف بها طبيعة خلابة ،و بساتين غناء و أشجار الزيتون و اللوز و الرمان و العنب و غيرها، اكتشفت شنطال و الأستاذ يوسف مع المرشد حميد موقع استخراج عظام الدينصور الضخمة بحضور علماء الآثار المغاربة و الانجليز و الأمريكان و الفرنسيين و رجال السلطة و غياب وزير الثقافة كما حكي المرشد ، زارا معا الصخور و المغارات المنقوشة جدرانها برسوم الإنسان ما قبل التاريخ و هو يطارد برماحه حيوانات تعد غريبة الآن عن المنطقة، كانت الحسناء الأجنبية لا تكف عن تصوير كل هذه الرسومات و النقوش بهاتفها النقال .
أخذت شنطال و رفيقها طجين الدجاج البلدي بالبصل و الزبيب في احد المطاعم الشعبية المنتشرة على جوانب مصب الشلال، انتهى اليوم بزيارة منابع الشلال التي تبعد بسبع كلم من المصب، بعد عشاء فاخر بمطعم الفندق الذي تنزل فيه السائحة ، قضى الأستاذ يوسف ليلة ودية في غرفة السائحة بالفندق ، شاهدا معا من شرفة الحجرة عرس أمازيغي و تفرجا على رقصة أحواش ، تبادلا فيها ألحكايات عن أنفسهما، أو كما قال الشاعر بثينة .
تجود علي بالكلام و تارة تجود علي بالرضاب على الثغر
بثينة بدر و النساء كواكب فشتان بين الكواكب و البدر تنتهي زيارة شنطال القصيرة غدا في الصباح ، تغادر السائحة الشلال بعد أن أخذت وجبة الفطور مع الأستاذ يوسف في مطعم شعبي ،
اتجهت نحو مدينة مراكش على متن سيارتها اليابانية الصنع التي استأجرتها بإحدى الوكالات المراكشية ، عاد الأستاذ يوسف للتو إلى
مدينة دمنات على متن سيارته الجديدة بعد أن قضى يوما ممتعا مع الحسناء الفرنسية شنطال .
تمت كتابة الرواية شنطال بالشلال كاملة خلال شهر يوليوز 2020 بمدينة اسطنبول التركية.
الروائي محمد السويسي خريج جامعة بوردو الفرنسية ، صدرت له ثلاث روايات مع دار النشر إفريقيا الشرق و هي 1 صوفيا راعية من باريس، 2 في حينا أحدب ، 3 طريق موكادور
الهاتف : 0681094132
Email: souissi.demnati@gmail.com
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=12440