المصطفى قصاب
يبدو أن الوزير متمسكا بمنصبه، رغم النداءات المطالبة بإقالته، وقد ارتكب أخطاء كارثية في آيات من كتاب الله ومعه لغة الضاد، استفز المغاربة الذين عبروا عن غضبهم عبر تدوينات وتعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، مستغربين أن يكون هكذا مستوى وزير العدل في المملكة المغربية.
والشارع المغربي يتساءل كيف يمكن أن يكون وزير العدل بهذا المستوى كما لو كان أميا أو بالكاد يتعلم حروف الهجاء؟
كمت تساءل كيف لوزير كله هفوات ولم يتم إقالته لاحد الآن؟
في الدول التي تحترم المواطنين يقوم كل وزير أساء للشعب أو ارتكب أية هفوة في وظيفته بتقديم استقالته دون التشبث بالكرسي أو المنصب.
ناهيك عن فضيحة امتحان ولوج مهنة المحاماة. وشكك راسبون في نزاهة نتائجه، لا سيما بعد تسريبات كشفت ورود أسماء لأقارب محامين وقضاة وموظفين بوزارة العدل ضمن قائمة الناجحين، وباءت كل محاولات وزير العدل عبد اللطيف وهبي بإقناع هؤلاء بنزاهة هذا الامتحان بالفشل، فيما تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيقات وإقالته، خصوصا وأن تصريحاته لوسائل الإعلام تزيد كل مرة من تأجيج الوضع أكثر مما تنجح في إخماد نار الجدل، ومن العيب أن يحكم المغاربة أمثاله محاولا أن يفرض عليهم ثقافة الانحلال الدخيلة تحت مسمى الحرية.
فهذه القضية سيكون لها ما بعدها على اعتبار أن الرأي العام المغربي اليوم يطالب بإقالة وزير العدل.
ويأتي هذا الجدل في ظروف صعبة يعيشها المواطن المغربي مع غلاء الأسعار، والذي لا يتردد في إبداء استيائه من العمل الحكومي، وأن الغالبية العظمى من المغاربة لا تثق في الحكومة ولا في المعارضة وأن معظم الأحزاب، بالنسبة لهم، لا تقوم بدورها وإعطاء حقنة أمل جديدة في المستقبل واستعادة ثقة المواطن في الحكومة، لا يمكن أن يمر إلا عبر التعديل لحكومي.
وفي وقت يفضل فيه أخنوش الصمت، يواصل وزير العدل تصريحاته، وقال في إحداها بشأن العلاقة التي تربطه مع رئيس الحكومة، بأنه يدافع عنه. ويبدو أن الإقالة أو الإعفاء مسألة لا تنظر لها الدولة بعين الإيجاب، وتفهم منها أنه مس بـهيبتها، واعتبر البعض أن وهبي ينطبق عليه الحديث:(إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة)
إن هذا الوزير رآكم عدة أخطاء، فالحكومة لم تكتمل كل مكوناتها بكتاب الدولة، وأيضا لأن هناك مجموعة من الوزراء لم يظهروا بالوجه المطلوب في مناصبهم.
لو كان هذا الوزير يحترم نفسه لقدم استقالته على الفور. وهو يعتبر ما يحدث مجرد زوبعة بسيطة لكنها ليست كذلك، فهي بمستوى العاصفة، حقا، التي قد تزيحه من منصبه بل وتبعد حزبه “الأصالة والمعاصرة” من المسؤولية الحكومية.
ما هذه الوقاحة التي يتميز بها المسؤولون المغاربة؟ فوزير سياسي لا يحسن التواصل ولا يعبر بالشيء المقبول والمطلوب أمام وسائل الإعلام، فهو لا يستحق أن يبقى في هذا المنصب.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=12090