يونس حفيض
فرضت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نفسها، على مر السنين، عبر برامجها المتنوعة والدقيقة، فاعلا رئيسيا في مواكبة التعاونيات الفلاحية والنهوض بها.
وهي مواكبة وازنة مكنت التعاونيات اليوم من رفع العديد من التحديات بغية النجاح في تطوير واقتراح عروض ذات جودة، تليق بالعرض خلال الدورة الخامسة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب.
وتكفي جولة داخل قطب “المنتجات المحلية”، الذي تميز بإقبال كبير، لأجل الانتباه إلى النضج المتزايد لهذه الوحدات، لاسيما من حيث تقديم وتثمين المنتجات، علاوة على توظيف حسن التواصل.إنها طفرة حقيقية تعيشها التعاونيات من خلال مشاريعها المدرة للدخل.
وأكد محمد مبروك، رئيس تعاونية “دغالة” المتخصصة في إنتاج الزيوت العطرية والطبية، وزيت الزيتون ومختلف أنواع “أملو”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أمكن لتعاونيته أن ترى النور وتجد لنفسها موطئ قدم ضمن الأسواق الوطنية والدولية.
وأشار إلى أن التعاونية، التي تأسست سنة 2017 بالدريوش، تشتغل مع العديد من المنتجين المحليين بهدف تثمين المنتجات المحلية المغربية.وعلاوة على التصنيع، تسهر “دغالة” على تغليف كل منتجاتها والحفاظ على جودتها.
وأفاد السيد مبروك بأن التعاونية، وبشراكة وثيقة مع عدة خبراء ومختبرات صيدلانية، تمكنت من إنتاج العديد من مستلزمات ومواد التجميل والأغذية الطبيعية، والتي باتت ذائعة الصيت على المستويين الوطني والدولي.
من جانبها، سلطت ممثلة “دار الزعفران” بتالوين، السيدة عائشة، الضوء على أهمية دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في نجاح المشروع، مبرزة أن الأمر يتعلق بمجموعة ذات نفع اقتصادي، تضطلع بدور مهم في إدماج منتجي الزعفران بالمنطقة، من أجل تثمين وتسويق هذا المنتج.
وأشارت إلى أن “دار الزعفران”، المكونة من 25 تعاونية، تضطلع بدور أساسي في تنظيم هذا الفرع من النشاط وتسويق منتجاته، مع إتاحة فضاء لتبادل الخبرات وكذا لتأطير المهنيين في مجال تقنيات إنتاج وتثمين الذهب الأحمر.
وأضافت أن الهدف من تجمع التعاونيات يتمثل بشكل خاص في المساهمة في تنمية نشاط الزعفران وظروف عيش المنتجين، والحد من الوسطاء، وحفظ جودة وأصالة هذا المنتج بفضل نظام تتبع جاد وموثوق.
ومنذ إطلاقها في سنة 2005 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في التقليص من العجز السوسيو-اقتصادي، وفي تعزيز الإدماج الاقتصادي للفئات الأكثر هشاشة ومن ثمة حفظ كرامتها.
وعرفت الدورة 15 من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب مشاركة 15 بلدا، وحوالي 1400 عارض وأزيد من 1000 تعاونية.
ويعتبر الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من بين أبرز التظاهرات المخصصة للفلاحة وللفاعلين في القطاع في إفريقيا، كما يعد موعدا مرموقا لاستعراض إنجازات المغرب في هذا المجال، وتأكيد الدور الحيوي للفلاحة كرافعة رئيسية للتنمية الاقتصادية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=11740