يونس حفيض
ليس من باب الصدفة أن يتم تفكيك إحدى الشبكات الإرهابية التي تحاول تهديد أمن الوطن، وليس من السهولة ما كان فك الغازها قبل وقوعها، بل هي جدارة ومتانة ومناعة الأجهزة الأمنية الوطنية بمختلف مراتبها ومؤسساتها التي تسهر على حماية الوطن من كل المخاطر الإرهابية المحدقة به .
فضبط العصابة الإجرامية والإرهابية الموالية لتنظيم داعش بعد ارتكابها لجريمة شنعاء في حق شهيد الوطن شرطي الدار البيضاء المرحوم هشام، أتى عن طريق تحليل عميق لفك خيوط الجريمة التي طالها نوع من التضليل في بداية الأمر، لكن الجناة سقطوا في فخ العدالة قبل قيامهم بأية محاولة تمس سلامة الشعب والوطن.
فهذه المخططات الإرهابية التي وجدت حضنها في دول الساحل ويمهد لها الطريق النظام العسكري الجزائري للدخول الى التراب الوطني المغربي أو الخروج منه، كلها تباء بالفشل مما يعطي تأكيدا للعالم بأسره أن الأجهزة الأمنية المغربية من اقوى الأجهزة العالمية في ذرء الجريمة وتفكيك خيوطها ومعاقبة أعضاءها قبل وقوعها، وإن وقعت لن يفلت مرتكبوها من العقاب مهما اخفوا معالم الجريمة أو حاولوا الإفلات منها.
إن التاريخ الأمني الوطني المغربي حافل بالنجاحات ويتسم بالجدارة والاستحقاق بفضل الكفاءات التي تزخر بها أجهزته من مختلف المراتب والمستويات ، وبرهن أن المغرب يكتسب مناعة قوية ضد أي تغلغل ارهابي كيفما كانت طبيعته ومستوى التخطيط له، نظرا للدقة التي يتم التعاطي بها لمختلف الملفات الإرهابية وطرق التصدي لها دون إراقة قطرة دم .
فالمغرب الذي حباه الله بنعمة الاستقرار ، حباه الله بنظام ملكي متميز ومتمكن من قيادة بلده نحو الاستقرار والأمن ، وجعل من المغرب قبلة آمنة للسياح الذين يجدون في المغرب بلدهم الثاني مهما اختلفت الديانات واللغات ومهما احتدت الحروب الخارجية وكثر الميز العنصري في بعض دول الجوار الذين فقدوا مصداقيتهم بفضل فشل أجهزتهم الأمنية في ردع كل بوادر الإرهاب والتطرف الديني الداعشي.
فمعدل الارقام للخلايا الإرهابية التي تم ضبطها وهي في مهدها قبل أن تمتد في الأوساط الشعبية جد محصورة ولم تستطع النجاح في مخططاتها بفضل يقظة الشعب والأنظمة الأمنية المتكاملة وانطلاقا من الهوية المغربية الثابتة الداعية للأمن والاستقرار وحفظ السلام الوطني والعالمي .
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=10456