مشكلة اجتماعية نلاحظها في مجتمعنا وهي ظاهرة انحراف الأطفال في ذكورا واناثا وغالبا ما يكونون من أسر متصدعة ..متفككة نتيجة لحالة طلاق أو نتيجة ،لسفر الأب للخارج ،وهجرته لاسرته، وانشغال الأم عن دورها التربوي وغياب الإشراف والتوجيه الأسري ،كل هذه العوامل تؤدي في النهاية إلى اضطراب
الشخصية ،وانحراف الأولاد خاصة في ظل غياب الوازع الديني والتربية الدينية الصحيحة ،يضاف إلى ذلك ما تقدمه وسائل الإعلام والشبكات العنكبوتية من مواد للعنف، والإثارة الجنسية ، عبر الأفلام والمسلسلات التي تذيعها على المشاهدين، والنتيجة الحتمية، لكل ذلك هي الخروج عن القواعد الاجتماعية السليمة وممارسة كافه أنواع العنف والانحراف،وإن تأثير الأصدقاء في سن المراهقة يكون أقوى من تاثير الأسرة والوالدين على أبنائهم وذلك لأن الأبناء تكون لديهم رغبة في أن يتخطوا مرحلة الطفولة ..
وفي محاولتهم للاستقلال عن الأسرة يلجؤون إلى بعض التصرفات الغريبة في محاولة لإثبات شخصيتهم، وهنا تنشأ الفجوة بين الأجيال وبين الآباء والأمهات وأبنائهم، ولذا يجب ان يعامل أولياء الأمور أبنائهم في هذه الفترة الصعبة، بالملاينة والمداعبة والصداقة والحب…
أما فيما يحدث في ان كثير من الأسر لا تعلم أن السمات الشخصية للابناء تتكون في الفترة من ثلاثة إلى سبع سنوات فإذا اختلت هذه الصفات صعب تقويمها عند الكبر.
وإن انحراف الأطفال في هذه السن الصغيرة قضية اجتماعية أكثر منها نفسية، وهي تحتاج لدراسه لدراسة لمعرفه الحاجات التي دفعت هؤلاء الأطفال الوقوع في الانحرافى وارتكاب الجرائم مثل:
الدعارة، الزنا، والفساد والمتاجرة في المخدرات
والسرقة التي تبدأ من عقر منزل الأسرة وتتحول إلى الأقارب والجيران والمجتمع.. كذلك لابد من دراسة الأماكن التي يقومون فيها ،وما يدور حوله في هذه المناطق لا يهم إن كانت هذه المناطق راقية غنية ام شعبية مسحوقة ولكن الأهم هو ما يدور فيها، والقيم التي تحكمها. وبالاضافة لذلك فهنا يحتجون لمعالجة اجتماعية،بالبعد عن المشاكل التي يعانون منها، لأن سلوكياتهم أصبحت ضد المجتمع..
ولابد من التصدي لها بصرامة تربوية إصلاحية، لأن انخراطهم في جماعة منحرفة يعني أنهم دخلوا إلى عالم الإدمان والجريمة والإجرام والسرقة ولابد أن نعيدهم إلى المجتمع بسرعه قبيل فوات الأوان .
ولابد من معرفة مصير هؤلاء الأطفال بعد القاء القبض عليهم وكيف سيتم التعامل معهم وإن هؤلاء الأطفال الصغار او المتهمين الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة تتم محاكمتهم أمام محاكم الأحداث ولا يعاملون معاملة خاصة ،ولا يتم اذاعهم السجون العموميه حتى لا يتحولوا إلى مجرمين
محترفين ..
بل يتم وضعهم في دور رعاية الأحداث التي تقوم برعايتهم رعاية الصحيحة وتعلمهم الصواب والخطأ حتى لا يعودوا، لارتكاب هذه الانحرافات، والجرائم وأثناء تواجدهم داخل دور الرعاية الأحداث وطوال فترة إقامتهم بها لابد من عقد جلسات لهم يشارك فيها علماء النفس والاجتماع من أجل تقويم وتوعية القاصرين ( ات )، لأن هؤلاء يحكم عليهم بالإيذاع في دور الرعاية ،لفتره زمنية تعادل فترة السجن ولكنها تقترب اختلافا كليا و جزيلا عن السجن..
وهي تعد عقوبة إصلاحية الهدف منها تحويل الحدث إلى شخص طبيعي، بعد أن يتم تدريبه وإعداده، للبعد عن الإنحراف الذي يؤدي بهم إلى السرقة والتجارة بأجسادهم وبالمخدرات…
■■■■■■■■■■■
بقلم د:
إدريس قزدار.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=10139