بمناسبة 8 مارس .
**************.
لازالت المرأة العربية تعيش ما بين المطرقة والسندان والجهل المركب، والحرمان والظلم ،و العبودية والكبت الفكري والنفسي والجسدي والمد والجزر،والتطلعات المستقبلية ،والعادات الذميمة، والتشردم والأمية، والدونية…
كل هذه الأسباب والمسببات تضع المرأة في “حيص بيص” و في موقع تحسد عليه، وهذا ما نراه و نقرأه ونسمعه في القنوات التلفازية والأثير والصحف والمجلات والملفات المطروحة على طاولة العدالة، والندوات التي تردد نفس السيناريو المتمثل في شلل المرأة العربية،وفي شللها شلل للرجل والمجتمع
ونحن في حاجة إلى التحرر الاجتماعي ، الإقتصادي،
التربوي ، التعليمي والثقافي.
ولكن الواقع يكذب هذه الشعارات .
فما دامت المرأة العربية المسلمة و الأمازيغية والإفريقية تعيش في وضع مأساوي أسود ..
وطالما أن المرأة لم تفهم فهما ذكيا ما معنى الحرية الشرعية والقانونية،فإنها لن تتغير وغير قابلة للتغيير. انطلاقا من ذاتها فهي مازلت تمارس على نفسها الكبت الفكري والنفسي بدعوى أنها
امرأة..ولية..مغلوبة على أمرها ..
لهذا السبب فالرجل العربي غير قابل للتغيير،والتجديد وفي هذا المقام قال
نابليون :
“..إن اليد التي تهز السرير هي اليد التي تهز العالم”.
ويقصد بذلك أن المرأة لا الرجل..
هي قاعده المجتمع وركيزته، والمدرسة الأولى والأخيرة،ومنبع السعادة أوالشقاء..
التقدم أوالتخلف ..النهضة
أوالنوم ..التنمية المستدامة أو الشلل …
فنحن حين نقول الإنسان العربي لا نعني الرجل العربي فحسب ؟
فكيف نواجه التحديات التي تهددنا ونبني مجتمعات جديدة في حين أن نصفنا مغلوب على أمره ..ومشلول شللا تاما ..
وعندما يكون النصف مشلولا يصبح الكل مشلولا، مهما كانت الظواهر.
وعليه فإن الإنسان العربي هو الرجل والمرأة معا على حد سواء في تساكنهما وزواجهما وشرفهما، ونضالهما….
صراحة … أهمل المجتمع العربي الذكوري البطريقي المرأة ،فأهملته أسقطته في سلة المهملات..
نكرها فأنكرته..
لقد اسقط العربي المرأة من حساباته
بدعوى أنها امرأة..ضعيفة ..
مستهلكة..وسادة ..
ديكور ..
فأصبحت المرأة عقبة مهمة في مسيرة التقدم و السير إلى الأمام
بالإضافة إلى أنها غير فاعلة في المجتمع ،فهي تعوق تقدمه لأسباب الآتية:
أولا :
هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن تربية الطفل،وهي بذلك تبني الأرضية الأساسية للشخصية والعقل والقلب
ثانيا:
تخلفها الفكري يعيق إبداع وعطاء وعمل الزوج والأبناء والبنات،فهي كثيرا ما تعرض تخلفها عن المجتمع من خلالهم و لا يمكن لحرية المرأة الحقيقية أن تتوفر إلا بالنضال على جميع الجهات:
ضد التقاليد والعادات العمياء المتخلفة ولا يمكن لعمياء أن تقود أعمى،ونعطي نماذج من ذلك:
المرأة التي كونت نفسها بنفسها،وتحولت إلى كائن منتج داخل المجتمع،وتأخر زواجها،أو رفضها لبعض من تقدموا لخطبتها،فهي تقول في نفسها دائما :
” ظل رجل أولى ظل الحيط”
أو تعرضها للطلاق،فإن بعض النساء المتعالمات يلجأن إلى الشوافة أو الشواف لإزالة النحس والعين والحسد…
والنضال ضد المفهوم
الصوري لحرية المرأة فتحرير المرأة يواكب في الثورة أولا على الذات، والاحساس بالشموخ والقوة وانفتاح على الحضارات على بعضها بعض وهذا الإيقاع الثلاثي يبرز منتهى البروز لدى الشعوب العربية و الأمازيغية والإفريقية، وهو محسوس لدى أكثر من بلد من البلدان العربية وأن الصورة التي نرسمها بوضع المرأة وتاريخها ومشاكلها ومستقبلها لا ينفصل عن مستقبل هذه الأرض بالذات وأن لانترك الأوهام تزين لنا- معشر الرجال- فاصل وجود المرأة عن وجود الرجل، والنظر الى مشاكل المرأة في كبرياء وتعاظم واستغلال واستغلال كما ينظر العاقل الراشد اللبيب إلى طفل يحتاج إلى إرشاده وتوجيهه إلى النور والهدى والخير…
وأن وحدة الوجود في وحدة المرأة والرجل،وهما يكملان بعضهما بعضا،هما معا بوصلة للتقدم أو التأخر.
وتلعب التربية دورا مهما للخروج من العتمة إلى النور،فمعظم الإناث يولدن غير مرغوب فيهن،ومن طرف أمهاتهن أولا بدعوى ” الذكر خير من الأنثى ”
أو بالدارجة :
” الدري احسن من لمرا “..
وكثير من الذكور يولدون لأن آباءهم
لا يعرفون كيف يتوقفون عن النسل،بسبب جهلهم للتربية الجنسية .. يولدون لنتائج غير مقصودة أومخططة
تخطيطا متخلفا..
مثل المرأة التي تتحول إلى ارنبة في الولادة من أجل جذب وشد الزوج إليها..
ولا يتردد بعض الآباء والأمهات عن أنهم لم يكونوا يريدونهم
وعلى حد قول ابي العلاء المعري:
” هذا ما جناه أبي علي ،وما جنيت على أحد “..
كما أن بعض بنات حواء يتأففن من ازياد
البنات،لكونهن يلدن فقط الإناث دون الذكور.
رغم علمهن شواهديهن الجامعية الأكبر من وعيهن..
ونحن في حاجة ضرورية
للتربية المعتدلة وتحقيق ملكات الأولاد، وصقل مواهبهم، وإرضاء طموحاتهم، وصبهم في قوالب مستقيمة..
فمواد التربية والتدريس والتعليم من الروض إلى الجامعة لا تلتقي مع اهتماماتهم، ولا تجيب على تساؤلاتهم، ولا تساعدهم على فهم الواقع فهما منطقيا موضوعيا ،ويحدث سوء الفهم والتعالي عليهم…
وإن الثورة المعرفية والرقمية،والتكنولوجيا ساعدت على إسقاط الحواجز التي فصلت مناطق الكون بعضها عن بعض الآخر حتى لقد أصبحت كلها تكون عالما واحدا صغيرا ،يزداد صغرا نجده في الأقمار الاصطناعية وشركات التواصل الإجتماعي قد ساعد المرأة على تخطي الحدود،ولكن على أساس أن لاتتخطى المرأة والرجل حدود الله والأخلاق ،والقيم النبيلة..
فالحرية هي نظام،وليست بالفوضى…
■□■□■□■□■□
* بقلم :
إدريس قزدار.
بمناسبة 8 مارس .
**************.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=10022