*بطاقه تعريف أبو حميد الغزالي:
ولد في :طوس” من إقليم :خرسان: سنة 450 ه، لأبوين صالحين فقيرين ،كان والده “غزالا” للصوف ومحبا للعلم والعلماء وكان يتمنى أن يكون له ابن يعض الناس ويفتيهم،من أجل ذلك عهد بابى حامد الغزالي، وبأخيه الأصغر إلى صديق متصوف ليرعى تربيتهما ،التربية الدينية المعروفة،لمن سنه المبكرة ،والتعليم كان يتخذ من حفظ القرآن الكريم ،وبعض العلوم الشرعية أساسا ثم تحول الغزالي إلى مدارس الدولة في “الطوس”،فقرا الفقه “أحمد بن محمد الراز كانى”، ثم انتقل إلى “جرجان” ،ولما يبلغ في 20 ربيعا بعد.
فتزود من العلم بها على يد العالم
” نصر الإسماعيلي”
وحصل جانبا كبيرا من قواعد اللغتين العربية
و الفارسية ،بجانب تعلمه للعلوم الدينية وعكف ابو حامد الغزالي على دراسة العلوم الفلسفيه، وعاد إلى نيسابور وحصل من معارف كثيرة لم يستطع أن يصل به إلى ما يتطلب من اليقين، فقد بدأ يشك في قيمة العلوم التي حصلها، بناء على أنها لم تسعفه الى هذا المطلب، لذلك كان اندفاعه إلى دراسه العلوم الفلسفية استجابة لأمرين اثنين:
ارضاء عقله، وثانيهما إرضاء نفسه .
ولأن هذه العلوم كان لها في النفوس بعض الناس المرتبة الممتازة في مقابلة العلوم الشرعية التي كانت من متطلبات عصره.
وقد ألف حجة الإسلام كثيرا من العلوم، تقريرا، أو نقدا أو ابطال، وهو في نيسابور ،ثم توجه الغزالي إلى بغداد قضى فيها اربعة أعوام ،وأخذته نفسه في التطلع إلى مخاض لما سمى فيه من الشك الذي ظل يساوره ،ولا يترك له مستقرا وتوجه إلى الحجاج لأداء فريضة الحج، ثم قفل راجعا إلى مسقط رأسه “طوس” حيث اشتاق إلى أولاده ،وظل بها بقية حياته لم يبرحها إلا الى :نيسابور” ولفترة تقرب من سنتين اشتغل فيها بالتدريس، ثم هذا بعدها الى “طوس” فبنى بها مدرسة للفقهاء ومأوى للصوفية ، وتفرغ هذه العبادة، والذكر حتى توفي سنة 505 هجرية ، ودفن بمقبرة الطابران.
وموقفه من المعرفة وأداوتها وتعامله مع المذاهب والآراء قد تمثل في قول الشاعر :
خذ ماتراه ودع شيئا سمعت به
**
في طلعة الشمس مايغنيك عن زجل.
***
فما هو موقف الغزالي من الصحة النفسية ؟
الغزالي يربط الصحة النفسيه بالسلامة العقلية ،ويعتمد في منهجه على تحديد طبيعة النفس البشرية من حيث قوة الغرائز في تلك النفوس.
ولا يتحدث الغزالي عن أمراض النفوس،وإنما يتحدث عن أمراض القلوب،والقلوب في رؤيته الفلسفية تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أولا: القلب المعمر بالتقوى: وتنقدح فيه خواطر الخير.
ثانيا: القلب المشحون بالهوى وتنقدح فيه خواطر الهوى.
ثالثا:القلب المتردد بين الخير ،والشر وتتصارع فيه خواطر الهوى ،وخواطر الخير وتتجاذبه تلك الخواطر..
ومفهوم الرياضة النفسية عند الغزالي هي مجاهدة النفس،ومغالبتها لكي تعود إلى التوازن والاعتدال وهو
الصحة النفسية،والميل عن الاعتدال هو المرض النفسي..
وتعالج النفس كما يعالج البدن للتغلب على علله وأمراضه،ولا يتم ذلك إلا عن طريق معرفة المرض المطلوب علاجه، ويعالج ذلك المرض بضده، فإن كان المرض هوالحرارة، فيعالج بالبرودة،وإن كان المرض من البرودة فيعالج بالحرارة والحرارة لا تعالج الا بالفضيلة ،والمغالات في الرذائل لا تعالج إلا عن طريق في الفضائل والمغالات إلى أن يصل الإنسان بعد مرحلة العلاج إلى الإعتدال الذي يسميه بالصحة النفسية
يقول أبو حامد الغزالي في كتابه: “أحياء علوم الدين”
الجزء 3 ص 61
《.. كما أن البدن في الإبتداء لا يخلق لا يخلق كاملا وانما يكمل ويقوى بالنشوء والتربية بالغذاء،فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال، وإنما تكمل بالتربية والتهذيب الأخلاق ،والتغذية بالعلم، وكما أن البدن إن كان صحيحا فشان الطبيب تمهيد القانون الحافظ للصحة، وإن كان مريضا ،فشانه جلب الصحة إليه،فكذلك النفس منذ أن كانت ذكية طاهرة، فينبغي أن تسعى لحفظها،وجلب مزيد القوة إليها واكتساب زيادة صفائها، وإن كانت عديمة الكمال والصفاء، فينبغي أن يجلب ذلك اليها”.
◇◇◇◇◇◇◇◇
▪︎بقلم : أبو الخنساء وحمزة وأمين .
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=9536