الزلازل هي نتاج لحركات تكتونية للصفائح مما يؤدي إلى هزات أرضية تنتشر على شكل موجات، وهذا راجع لكون باطن الأرض غير مستقر مما يجعل الزلازل دائمة فوق القشرة الأرضية لكن أغلبها ضعيف، وينتج عن هذه الهزات إما شقوق أوتصدعات أو رفع صفيحة وخفض أخرى، وتختلف قوة تدميرها باختلاف حدة الزلزال والذي يتراوح شدته مابين 1 و 14 درجة حسب سلم ريختر ويقاس بأجهزة الرصد السيسمجراف، حيت كلما اتجه المؤشر نحو الرقم 14 زادت الحدة والعكس صحيح.
أغلب الزلازل فهي لا تتجاوز خمس درجات حسب سلم ريختر لكن هذه المرة شاهدنا زلزال بقوة تفوق سبع درجات نتاج لتحرك الصفيحتين القاريتين “الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول” راح ضحيتها عدة مدنيين بالكل من جنوب تركيا وشمال سوريا، هذا الزلزال خلف عدة خسائر أهمها خسائر بشرية في كل من البلدين ثم خسائر على مستوى البنى التحتية والتي اختلفت مابين الدولتين إذ أن سورية أقل خسائر نسبيا من حيت البنى التحتية لكون المنطقة التي مسها الزلزال في واقع الأمر خربتها القنابل سابقا وهي الآن في طور التأهيل والتعمير كما أن البنايات والمنشآت فيها أغلبهم لا يتجاوز الطابقين، عكس نظيرتها تركيا التي معظم عمرانها يتجاوز الطابقين ليصل عشرة طوابق وأكثر، زيادة على أنها دولة شهدت السلم والامان لفترة طويلة واهتم الساسة فيها بالبنى التحتية من مدارس ومستشفيات وطرق وناطحات السحاب ومجاري مائية حديثة وشبكة كهربائية جد مطورة، كل هذا يجعل من خسائر تركيا أكثر من سوريا وهذا لا يخفى على أي دارس لهذا المجال، أي كلما تقدمت الدولة كانت خسائرها أكثر في حالة الكوارث الطبيعية أوالحروب، كما يصعب أيضا التعامل مع حطام المنشآت الصناعية وناطحات السحاب والعمارات المتطاولة في البنيان من حيت انتشال الضحايا وإعادة صيانة الماء والكهرباء وشبكة المجاري المائية والطرقية، وهذا لايعني أن خسائر سوريا طفيفة فبدورها شهدت خسائر مهول لكن أقل نسبيا من تركيا مما يجعل التساوي في الإمدادات غير عادل لأن المنطق والظرفية الحالية تفرض نفسها من حيت تقديم المساعدة حسب الخسائر ونوعيتها رغم تقدم تركيا، لكن واجب الأخوة في الإسلام والعروبة والإنسانية تدعو الدول العربية والإسلامية إلى تقديم المساعدة الكافية والأكثر من الكافية لمؤازرة الشعب السوري قليل الحيل والوسائل اللوجستيكية ومن العيب التدرع بحجج لتقديم مساعدة لدولة على حساب أخرى ومع ذلك لا يجب إغفال أيضا أن تركيا بها مسلمون كثر و يستوجب علينا وعلى الدول مد المساعدة لها من الدواعي الانسانية والدينية والأخلاقية لأنها في حاجة أكثر نسبيا للمساعدة من نظيرتها سوريا والله أعلم، وعلى العموم فإن كلتا الدولتين فهما في حاجة ماسة للمساعدات المادية والبشرية …. ويجب تقديمها حسب الضرر وبمبدأ العدل وليس المساواة، ونسأل الله اللطف بنا ولأهل سوريا وتركيا وجميع الدول الإسلامية.
***************.
☆الصحفي :
ذ. ياسين بركي
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=9025