ما الموسيقا؟؟ .
جوهر الموسيقى.. ايقاع..
♧◇♡♤□○☆.
إن اي حديث عن عن الجوهر بما هو السمات المتميزة المحددة لخاصيات الشيء ،والتي تجعله يتماهى وغيره،يشابهه او يختلف عنه،لهو حديث عن الانطونجي، وعن الأصل الذي يحاول التفكر في الطبيعة الأشياء وسير كنائنها بإخراجها من دائرة المتداول والمتعارف عليه ،وبإدخالها من جديد، بعد تعليقها ضمن سيرورة تاريخية تمنحها كينونة أرخبيلية تكتسب من تعددها وتشتتها اتحادا والتحاما.
وهذا معناه أننا في محاولة للبحث عن ماهية وهوية الموسيقا لن نقصي المجالات التي تتجاذبها أو التي تدخل هي في تركيبها وكمييائها.
ونشير في البدء الى ان طبيعتها المعنوية المجردة والمنفلتة لا تفتقد إلى الهوية، والحد هو الهيأة بشكل تصبح معه
لامتناهية، إذ يمكن رغم طبيعتها المهلهلة الفضفاضة حصرها تحييزها ،ومن تم تشكيلها واعطاؤها مظهرا محسوسا ياخذ شكل نغمة”Note”هذه النغمة أو النوتات من شأنها تحديد جوهر الموسيقا، وجعله عبارة عن ايقاع” “Ritme”
إيقاع يخرجها من حالتها الهاربة،اللامتشكلة لكنه في الوقت ذاته ،يمنحها خاصية أخرى هي الإطلاقية
والخونة.
خاصية تعمل على تحرير الإنسان، وانتشاله من محدودية واقعه،بمنحه شساعة ورحابة في الإحساس والرؤيا عن طريق مخاطبة النزر الشحيح والضئيل من النور الذي يستوطن أعمق أعماقه،والذي يربطه بالصفاء الأول، وبمرحلة ماقبل البدء والولادة، ولعل الإندفاع الى هذه المرحلة والحنين إليها هي مايقف وراء الحزن أو الألم، وحتى الفرح الذي يستشعره الإنسان حال سماعه لموسيقا تخاطب روحها جسده،ولعل هذا ما دفع بالكاتب العابث..الثائر والمتشائم ” سيوران” في كتابه:
” سلبيةالولادة ”
إلى تساؤل دفعه إلى الإقرار بإستحالة التوصل إلى جواب شاف ومقنع،لأن ماتثيره فينا هو شيء هلامي يصعب القبض عليه ،وتحديده في كلمات أو التعبير عنه في شكل لغة يقين أعلنه قائلا :
( ماهو مؤكد هو أنها
– أي الموسيقا- تلامس منطقة هي من العمق حد أن الحمق نفسه لن يتمكن من النفاذ إليها )
فالحمق بقدرته الخارقة على هدم الفواصل مابين الوعي واللاوعي ،وبقدرته على ضرب ماهو متفق عليه،والطعن في البديهي ،وقلبه نخرج عظام المجتمع بملامسة مواطن الخلل فيه،والحمق بكل هذه القدرات يقف عاجزا عن اختراق عوالم النفس الخفية المتوارية خلف المنطقي والمحدود ،ومن هنا تظهر قدرة الموسيقا المستمدة من قوى كونية ومتعالية .
***
الموسيقا ايقاع ../ علة الوجود..
***
الإيقاع هو سر الوجود وعلته والدلائل على ذلك كثيرة متنوعة نذكر منها على سبيل المثال: أن الحياة في الإنسان رهينة بإيقاع القلب ودقاته ،وأن الحركة في البحر أيضا تعتمد على إيقاعا خاصا لايتغير..ايقاع نلحظه ونسمعه في المد والجزر ،وحتى في هسيس الرياح أو زلزلة الأرض…فهو دوما وابدأ موجود لأنه يعني الضبط والنظام .
وقد استطاع الشاعر العربي ” ذو الأمة ”
الوصول إلى هذه الحقيقة، وعمل على عكسها مستخدما في ذلك القياس
” النيتشي”:
“جوهر الشيء خلافه ،إذ افتتح قصيدته العينية التي مطلعها :
1أمن دمنة بين القلات وشارع..تصابيت حتى ظلت العين تدمع.
نعم عبرة ظلت إذا ما وزعتها بحلمي ابت منها عواص تترع.
**&
بنفس بكائي بكى الشاعر ، وشحى بجراحات خفية سببها الإخفاق والإحباط النفسي ،الذي جعل الشاعر يستشعر عبثية العشق والحياة والأمل في زمن هارب يرتد برمته إلى معاقل ماضية منتهية ،هذا الدمار الروحي عبر عنه بدمار هو الخراب الديار أي المكاني الذي أصبح مؤشرا خراب عبر عنه بلفظة
” موقع “.
يقول الشاعر:
عشية مالي غير أنني**
بلقط الحصى والخط مولع.
اخط ثم أمحي الخط ثم أعيده**بكفي والغربان في الدار موقع.
فالإيقاع هوعلة الحياة والورود عند شاعرنا في تضايقه ولفظة ” الغربان” مؤشرا على الخراب والمحل وانتهاء الحياة.
فماهي هذا الإيقاع الجميل والذي ينم عن لهذا السر الموحد للوجود ؟..
هذا التساؤل سأجيب
عليه في المقال القادم ..
♧◇♡♤■□●○
* د: أبو الخنساء وحمزةوأمين.
*************.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=7834