●○●○●●.
ان المثقف كإشكالية
فلسفية صعبة في تعرفها وتحديدا
ولقد مرت كلمة المثقف بنوع التعاريف
فمن ” الأوتاد ” إلى “الركائز “الى الطليعة الى النخبة الى “عفن السائد” إلى “طبقة المستقبل “،ومن “القبيله المتعلمة” إلى “مجرمي السلم ” فهل يمكن إعادة الإعتبار لمفهوم المثقف؟…..
وهذه الكلمة التي نشأت بصلة مع البورجوازية الغربية مازالت تستعمر جمهور الكتابة العربية باواليات المؤسسة الثقافية في الغرب وبمعاركه هو وطريقته في خوض هذه المعارك، وحتى الاتجاهات في العالم العربي والإسلامي من الستالينية إلى الإسلامية، اسيرة لهذه الاواليات برضاها أو بغبائها…
من هنا يبدو لنا من الضروري والمفيد فكفكة سيرو ة فبركة المثقف والثقافة في الغرب، اثناء تناول وضع الثقافة والمثقف عربي في العالم العربي والإسلامي …
ان التأميم اللامركزي لحقول الثقافة في الغرب و عمليات صنع النجوم ،والمدارس والألقاب، كذلك توظيف المثقف في خدمة السلطة المالية أو السياسية تعطي صورة عن هزالة صيصان الكتابة والصحافة الدائرين في فلك هذا المثقف الغربي أو ذاك، كما يعطي الدور الذي تلعبه اسماء كريجيس دوبريه ، وجاك عطالي والفلاسفه الجدد،ومنابر كالازمة الحديثة .
يعطي هذا الدور فكرة عن أهمية المثقف في ترسيخ سلطة رأس المال عبر منحه وجها نقدية وشبابا وحيوية ؟؟؟؟
كيف تتعايش القضايا والمصالح وتصب امؤسسات الثقافة في خدمة السائد،كيف يتماشى إهداء الشعر الى شركة (دوفار للادوية) مع الدفاع عن حقوق الانسان،والتستير على جرائم مع الدفاع عن المهاجرين واللاجئين وضد الربيع العربي… ان أواليات استيعاب توظيف المثقف هي المسألة المركزية في تتبع إشكالية الثقافة والمثقفين، كون الحالات الفردية المهمشة والمناهضة، لا تشكل بحد ذاتها فريقا اجتماعيا، بقدر ما تشكل حراثا في ارض التكوينات الاجتماعية وصراعاتها وتقدمها، حيث بقدر ما يكون المرء مطرودا بقدر ما يملك هامشا أوسع لقد واختراق السائد،وزعزعة المندمجبن فيه.. وهنا
يصدق على الصعلوك المعاصر اسم” المهمش” اكثر من اسم
المثقف .
ان معظم الدلائل الراهن تشير إلى أن المثقف intellectuel والأنتلجنسيا أو التقنية لا يسيران باتجاه تكوين الطبقه السائدة في المستقبل كما يتنبأ ( الفان كولدنر) ،كون النظام الراسمالي يسير باتجاه امتصاص القدرات التقنية وتوظيف القدرات الثقافية والاجتماعية المتأقلمةمعه في أتون أوالياته الداخلية ،وقد وصف كارل ماكس مبكرا هذه العملية في “الراس المال بالقول:
“.. القيمة التجارية لأي فرد تقدر أكثر أو أقل ،تقديرا صحيحا في نمط الانتاج الراسمالي تقديرا صحيحا في نمط الإنتاج الراسمالي بالرغم من ان هذه ان هذه تثبت السلطة الرأسمال نفسه وتوسع قاعدتها وتمكنها من تجنيد قوى متجددة من سافل المجتمع ويشبه هذا تماما حال الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى حيث كانت هيئتها الكنيسية تتشكل من أفضل الأدمغة في الشعب،بغض النظر عن المرتبة الاجتماعية أو المولد أو الثروة، وكانت هذه الوسيلة الرئيسية لتدعيم سلطه الكهنة والسيطرة على العوام فكلما ازدادت قدرة طبقه حاكمة على امتصاص وتمثل الادمغة الممتازة في صفوف الطبقة المحكومة يغدو حكمها أكثر ثباتا،وأشد خطرا “.
(المصدر الكتاب 3 لرأس المال) .
إن مبدأ الرفد التفريدي هذا ما كان من اسباب وجود المثقف اجتماعيا و هو نفسه يدخل هذه الكلمة في افقية معنوية، أي وفقا للوضع الطبقي (الوظيفي والدخل) وأخلاقي ( دوره ونوعه وعمله من اجل غيره)..
فيما يجعلنا نجنح إلى زج المثقفين في مجتمع الطبقات الوسطى والوقوف بحذر من أطروحة ( غولدنر) الذي يعتبرهم طبقة ناشئة.
فالدمقرطة العشوائيه للمعرفة في المجتمعات الرأسمالية تواكب مع الاثمنة التي يمر بها،والتي تتطلب تحديدا لدور اليد العاملة غير التقنية ؤوغير المؤهلة، واتساعا في حجم المعارف في المجتمع هذا الاتساع يستقطب ويمتص ما استطاع من الكوادر في نظامه لخدمته ولا تتعدى طموحات هذه الكوادر سلم المصالح المباشرة في الهرم الاجتماعي.
ان التقسيم الفائق للعمل الذهني من اجل التخصص يذيب المثقفين في أواليات المنظومة الرأسمالية ليصبحوا صورة مصغرة لطبقاتها الوسطى ،غير قادرين على التمايز كطبقة أو على الذوبان الكلي في وضع مشترك، إلا أنه لا يسمح للمثقفين بلعب دور أكبر بوصفهم مثقفين إلا ضمن قنوات المنظومة الرأسمالية نفسها، اما “نضال” قطاعات من المثقفين في معركة الوعي فينصب ضمن نضال أعم لدمقرطة “المعرفة “،يعني خوض البشرية غمار القضاء على المثقف بوصفه شريحة متميزة عبر صيرورة الثقافة والمعرفة شأنا
لكل الناس.
ونطرح سؤالا كالآتي:
كيف تستقطب الرأسمالية هذه الشبكة ؟…
.
●○●○●○●○●○
* الدكتور :
الراعي الغريب
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=6824
Driss kasdarمنذ سنتين
شكرا جزيلا لكم استاذنا الغالي عبد الهادي