يونس حفيض
“يا إلهي! من أين أتى هذا الفتى؟” تلك كانت كلمات مدرب منتخب إسبانيا، لويس إنريكي، عن اللاعب المغربي عز الدين أوناحي، عقب مواجهة إسبانيا والمغرب، وعلامات الدهشة والإعجاب تملأ وجهه.
وعقب مباراة المنتخب الوطني المغربي وإسبانيا، التي أقيمت الثلاثاء الماضي في ثمن نهائي مونديال قطر وانتهت بفوز “أسود الأطلس” بركلات الترجيح بنتيجة 3-0، أشاد إنريكي بالمنتخب المغربي ونجومه وأكد أنه يعرفهم سابقا، لكن لاعبا واحدا منهم كان مفاجأة بالنسبة له، إذ قال “أكثر من فاجأني هو اللاعب رقم ثمانية، وآسف لأنني لا أعرف اسمه، يا إلهي! من أين أتى هذا الفتى! كان يلعب بطريقة رائعة، ولم يتوقف عن الركض أبدا، فاجأني بمستواه الرائع”.
اللاعب رقم ثمانية الذي كان يتحدث عنه إنريكي هو عز الدين أوناحي، المولود في 19 إبريل 2000، بدأ مسيرته في المغرب لاعبا لأكاديمية الرجاء البيضاوي ثم أكاديمية محمد الخامس، وبدأ بعدها رحلة أوروبية بدأت من ستراسبورغ الفرنسي عام 2018، ثم أفرونش في الدرجة الثالثة من الدوري الفرنسي، وأخيرا أنجيه الناشط في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.
الصدفة قادته للمنتخب
في فريق أنجيه، زامل أوناحي مواطنه سفيان بوفال الذي تواجد هناك قبله بعام كامل، وقد لعبت تلك النقطة دورا كبيرا في مسيرته الدولية فيما بعد.
المدرب السابق لمنتخب المغرب، البوسني وحيد خليلوزيتش، كان يتابع بوفال خلال خوضه لإحدى المباريات مع فريقه أنجيه، كونه أحد العناصر المهمة في المنتخب المغربي، ولكن من خطف أنظار المدرب البوسني بأدائه الممتاز كان أوناحي، صاحب الـ22عاما، ولذا فاجأ الجميع بضمه لقائمة “أسود الأطلس” لكأس أمم إفريقيا 2021.
قرار المدرب البوسني قوبل بانتقادات واسعة، خاصة أن أوناحي كان شابا مجهولا لا يمتلك أي خبرة ولم يسبق له اللعب على الصعيد الدولي، لكن خليلوزيتش أصر على ضمه بل واعتمد عليه أساسيا في المباراة الأولى أمام غانا.
أوناحي .. بطل التأهل إلى قطر 2022
الحياة فرص وحين تأتيك الفرصة لابد أن تكون جاهزا لاستغلالها، وإلا ستكون الخاسر الأكبر، والفرصة جاءت لأوناحي في مواجهة الإياب أمام الكونغو في ملحق التصفيات المؤهلة إلى قطر 2022.
لاعب الوسط أوناحي لم يكن قد لعب أكثر من ثلاث مباريات دولية قبل تلك الموقعة، ورغم ذلك لم يتردد خليلوزيتش لحظة في منحه ثقته من جديد والدفع به أساسيا بدلا من عمران لوزا، رغم صعوبة اللقاء بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل 1-1.
أوناحي استغل تلك الفرصة بالشكل الأفضل، لم يكتف بالأدوار الدفاعية في الوسط، بل تقدم للهجوم وأحرز الهدف الأول لـ”أسود الأطلس” بتسديدة مذهلة خلال الشوط الأول، وفي بداية الشوط الثاني أضاف الهدف الثالث بتسديدة من داخل منطقة الجزاء، وقد كانت تسديدته القوية من خارج المنطقة الشرارة التي أنتجت الهدف الرابع.
وأصبح أوناحي حديث الجميع بعد المباراة التي انتهت لصالح المغرب 4-1 وتأهله إلى مونديال قطر 2022، وبعدها لم يعارض أحد الاعتماد على صاحب الـ22 عاما أساسيا في المنتخب المغربي.
أمام كرواتيا .. أحيا أوناحي مشهدا من 1998
لم يكن مستغربا بالطبع انضمام أوناحي لقائمة “أسود الأطلس” التي ستشارك في منافسات قطر 2022، وقد أقلق اللاعب الشعب المغربي حين تعرض لإصابة خلال مباراة جورجيا الودية الأخيرة قبل انطلاق النهائيات، لكنه تعافى سريعا وأصبح جاهزا لمواجهة كرواتيا في الجولة الأولى من دور المجموعات.
ظهر أوناحي خلال مواجهة كرواتيا وهو يضع لاصقا طبيا صغيرا على أنفه، ليُحيي بذلك مشهدا ظل خالدا في ذاكرة المغاربة منذ عام 1998، إذ ظهر سعيد شيبا، لاعب المغرب السابق، مدرب منتخب الناشئين الحالي، خلاله بنفس القميص (رقم 8) وبنفس اللاصق الطبي، وتحديدا خلال بطولة كأس أمم إفريقيا 1998.
شيبا قال عن ذلك: “بدا لي الأمر مثيرا بالفعل، لطيف أن يحدث هذا. فارق وحيد بين الحالتين وهو أن الموهوب المتميز أوناحي وضع هذا اللاصق على أنفه بسبب الإصابة، فيما لم أكن أنا مصابا”.
أوناحي لعب جميع مباريات المغرب في كأس العالم الحالية، وقدم أداء مميزا توج بالمستوى المثالي أمام إسبانيا، وهو من العناصر التي سيعول عليها كثيرا خلال مواجهة المغرب والبرتغال غدا السبت في ربع النهائي.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=5331