خطوط العيون النواصر
يبتعد الزعماء والملوك العرب عن القمة العربية المنتظر عقدها بالجزائر يومي 1 و2 نونبر المقبل،
إذ تأكد إلى حدود الآن رسميا غياب ستة قادة منهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إضافة إلى رئيس لبنان ميشل عون..واختلفت أسباب ودواعي الغياب، إلا أن الثابت أن قمة الجزائر في طريق مفتوح لملامسة الفشل قبل انعقادها أصلا.
وفي وقت تأكد غياب ستة زعماء عرب، يُطرح التساؤل، هل يحضر الملك محمد السادس أشغال القمة؟، سؤال يطغى على ترتيبات ما قبل القمة، وما يمكن أن تحمله من انعطافة حقيقية في العلاقات المغربية الجزائرية، الواقعة إكراها وبرواسب السياسة والتاريخ تحت تأثير الأزمة الممتدة لعقود طويلة. في وقت لم يصدر عن المغرب الرسمي أي تعليق أو إفادة في الموضوع. مع العلم أن الملك يغيب عن القمم العربية منذ آخر دوة عُقدت في الجزائر سنة 2005، إضافة إلى المواقف البيّنة للمغرب الرسمي من القمم التي يقول إنها موعد مناسباتي لاستعراض خطاب سياسي فضفاض بدون نتائج أو مخرجات حقيقية تساهم في الدفع بعجلة الوضع العربي المتعثر.
ولم يتأكد حضور الملك أو غيايه بعد عن قمة الجزائر، لكن مع غياب أبرز الزعماء العرب، يقول عبد العالي الكارح الباحث في العلاقات الدولية إن القمة حكمت على نفسها بالفشل قبل أن يجتمع القادة، على اعتبار حجم الخلافات والهوة الكبيرة بين الدول في مختلف القضايا، وبالتالي لن تخرج بأي جديد يخص الشأن العربي، بالنظر إلى السعي الحثيث للنظام الجزائري في فرض تاريخ لعقد هذه القمة خارج التواريخ المحددة للقمم العربية السابقة، ومحاولتها فرض إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما تعارضه دول مثل السعودية وقطر والمغرب، كما حاولت في بداية الأمر إقحام موضوع جبهة البوليساريو على أجندة القمة وهو ما رفضته كل الدول العربية أو النقاش في تفاصيله.
غياب القادة العرب هو وضع لم يخرج عن السياق السياسي العام للقمة، التي يستبقها عبد المجيد تبون بتصوير الجزائر كطرف داعم للقضية الفلسطية عكس باقي الدول العربية ومحاولة حشرها في ركن ضيق أمام الأمة، إضافة إلى تمسكها بعقد القمة لتحصيل مكاسب سياسي وإضفاء شرعية على النظام داخليا بمعنى استغلال القمة سياسيا ولي ترجمة لشعار تجميع الصف العربي الذي تتنازعه الصراعات التي تختلقها الجزائر مثالا في المغرب الكبير بافتعال نزاع الصحراء المغربية.
وأضاف أن ما يسبق القمة يحيل أن لا وجود لأي معالم مناخ سياسي تفاوضي يمكن أن نؤسس عليه مؤشرات تفي برجحان قيام أي مصالحة أو حوار سياسي من أي نوع كان،
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=1647